صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
 
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


الإنقاذ وأطفال دار فور مقدم صداق للثورة القادمة (4)/د. حامد البشير إبراهيم
Feb 26, 2008, 19:44

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الإنقاذ وأطفال دار فور

خدوش علي جدار المستقبل والوحدة

(4)

 

 

د. حامد البشير إبراهيم

[email protected]

 

 

في سنوات المجاعة (1991- 1994م) التي ضربت دار فور نتيجة للجفاف الذي ضرب كل منطقة الساحل الإفريقي (sahelian drought) مات الآلاف من الأطفال والشيوخ، وقد بلغت نسبة الوفيات للأطفال دون عام أكثر من 200 في الألف وحوالي 150 من الألف للأطفال دون سن الخامسة، وما من مغيت يقدم شيئاً للأطفال سوى المنظمات الإنسانية العالمية خاصة رعاية الطفولة البريطانية واوكسفام وكلاهما من دول محور الكفر عند النظام الذي أتى باسم الدين (وسيذهب باسم الدين إنشاء الله) كما ذكر احد الظرفاء من أهلنا الحلفاويين -- أو هكذا تقول الطرفة المتداولة.

كانت تلك المأساة صامتة في دار فور اثر فيها الناس الموت صمتاً علي كشف الحال عويلاً، وكنتها الصحافة استحياءاً بالفجوة الغذائية خوفاً من النظام الباطش. ولكن كانت المأساة اكبر من أن يحتملها الصمت فدونها الباحثون في كتب وكان اشهرها ذلك الكتاب ذائع الصيت للكاتب والمختص في الشأن السوداني والدار فوري من جامعة اكسفورد الكس دي وال والكتاب باسم: المجاعة القاتلة famine that kills  . وكتبت ومجموعة من الباحثين الأفارقة والأوربيين كتاباً نشرته جامعة لايدن الهولندية بعنوان تدهور القطاع الزراعي في أفريقيا اشتمل علي دراسة حالة عن قرية في دار فور وثقت فيها عن تجربة السكان المتفردة مع الجوع ونقص الغذاء وقد أطلقت علي دراستي اسم : التكيف مع الجوع أم مع الفقر.  وقد كانت تجربتي الذاتية مع فريق الباحثين متفردة أيضاً حيث ظللنا فقط نأكل مع أهل القرية من عامة قوت البلد وفي نفس مواعيد طعامهم حتى حينما يكتفوا بوجبة واحدة أحياناً وقد تنكرنا خلال أسابيع لعاداتنا الموروثة من سلوكيات الطبقة الوسطى التي عودتنا أن نأكل وجبات كثيرة الدسم تتخللها(سندات) صغيرة أكثر غنى(snacks) وننوم في العصر للقيلولة (ساعة استجابة الدعاء) ونسهر ليلاً ونصحى والشمس ضحى لنتحدث عن الريف وأهله الطيبين الساذجين الذين تميزهم القناعة وسترة الحال، وكانت تلك صياغة النخب في الطبيعة وفي التصورات وماشذو عنها قيد أنملة.

لقد كان التوثيق الأكبر والأصدق لتلك المأساة هو ما اختزنه العقل الجمعي وما علق في ذاكرة الرجال والنساء والأطفال في دار فور عن تلك التجربة الإنسانية ( أو اللا إنسانية)  الفظيعة، وعن ظلم الدولة وحيفها وجورها واستهوانها بالإنسان في تلك الأنحاء. كانت تلك التجربة لأهل دار فور (حرقة حشا) وذلك لان ظلم ذوي القربى اشد مرارة.

وما انقضت سنوات حتى وكانت المحرقة الكبرى لأطفال دار فور في الفترة من عام 2002 والي الآن حيث أن من جملة الوفيات التي قدرت بمائتين ألف نسمة فان عدد الأطفال حتماً يفوق الخمسين ألفاً خلال الخمسة سنوات الأخيرة وهذا رقم منطقي إذ أن في كل تركيبة سكانية عادية حسب علماء الديمغرافيا فان الأطفال يمثلون حوالي 32% من جملة السكان. حكى لي صديقي وأستاذي الكريم في جامعة الخرطوم من أبناء دار فور بأنه في محافظة واحدة في شمال دار فور (كتم) لقد تم حرق أكثر من 400 قرية هذا مع ملاحظة أن دار فور بها ثلاثة ولايات وفي كل ولاية توجد حوالي خمسة محافظات والدولة هي التي أحرقت دار فور بصورة مباشرة أو غير مباشرة كرد فعل لحركات (التمرد).

لقد مات الأطفال في دار فور حرقاً وجوعاً ورمياً بالرصاص والدانات من جراء الحرب التي شنتها الدولة (بالوكالة وبالاصالة) علي المواطنين بمن فيهم الأطفال . والآن يوجد في دار فور اثنين (2) مليون نازح حسب الإحصاءات الرسمية للمنظمات الدولية العاملة في دار فور. ومن الصعوبة المنهجية والعلمية الأخذ بأرقام الحكومة التي هي طرفاً أصيلاً في النزاع حيث أن الأرقام بالنسبة لها تعني أرقاماً للشروخ في شرعيتها المخدوشة أصلاً بسبب دورها (الغير معقول) في النزاع في دار فور. من هؤلاء الاثنين مليون نازح إن عدد الأطفال دون سن الثامنة عشر يصل ( بتقريب علمي ديمغرافي) إلي حوالي 600 ألف أكثر من 70% منهم خارج المدارس وان نسبة سوء التغذية وسطهم تصل إلي 50% خاصة وسط الأطفال دون العام ودون سن الخامسة. وان نسب الوفيات وسط هؤلاء الأطفال تفوق متوسط المعدلات العالمية، وقد زاد من مأساة الأطفال في دار فور النسب العالية لوفيات الرجال والنساء والذين هم يشكلون شريحة الاباء والأمهات أو الأخوان العائلين (bread winners).  ونتيجة لذلك فالآن توجد في معسكرات النازحين نسب مهولة من الأطفال الأيتام الذين فقدوا الأبوين (كلاهما أو احدهما) في النزاع بين الدولة والمواطن في دار فور حيث اتبعت فيه الدولة سياسة الأرض المحروقة والناس المحروقين مع الإهانة للكرامة الإنسانية بما في ذلك الاغتصاب والذي أقرت الدولة بجزء منه وانكرت الآخر: ونسيت الدولة بان القاعدة فيه كحكم الخمر "إذا كان كثيره مسكر فقليله حرام" وللأسف فان الاغتصاب قد طال حتى طفلات المدارس واللائي تم اغتصاب بعضهن ومعلماتهن داخل سور المدرسة كما ورد في التقرير السنوي لمنظمة مرصد حقوق الإنسان human rights watch وكما ورد في تقرير الأمم المتحدة (فريق عمل دار فور) بتاريخ 11/3/2004م الذي كان نتيجة لمسح تم في منطقة طويلة شرق الفاشر.

لمزيد من التفاصيل حول هذا التقرير يمكن مراجعة الرابط:

Http: // web.amnesty.org/library/index/engafr540762004  

وأورد ذات التقرير إن كثيراً من حالات الاغتصاب تتم بصورة جماعية وعلنية وأمام الأزواج أو الأقارب من الأسرة أو وسط المجتمع المعني وذلك بقصد الإهانة (وكسر العين) والإذلال للمجتمع المحلي بأكمله حتى تتم هزيمته نفسياً ثم عملياً في ميدان القتال.

وبلا أدنى استحياء جاءت ذات الدولة إلي المجتمع الدولي باكية علي ظاهرة اختطاف  أطفال دار فور بواسطة منظمات دولية غير أمينة لتأخذهم إلي خارج الحدود بقصد تبنيهم بواسطة اسر فرنسية.

إنها دموع التماسيح كما وصفها الكاتب الصحفي القدير الأستاذ فتحي الضو.

إن الشاهد الوحيد في مأساة أطفال دار فور هي دموعهم وان الإثبات الوحيد ضد الجناة هو ماركن في ذاكرتهم.

إنها مرافعة الأطفال في دار فور حينما يكبرون ويختارون الانفصال الجاذب بديلاً للوحدة الطاردة.    


© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات و تحليلات
  • تشارلز تيلور يكتب من لاهاي هاشم بانقا الريح*
  • تنامي ظاهرة اغتصاب الاطفال ...! بقلم / ايـليـــا أرومــي كــوكــو
  • مؤتمر تمويل التنمية/د. حسن بشير محمد نور - الخرطوم
  • بين مكي بلايل والعنصرية والحركة الشعبية /الطيب مصطفى
  • قالوا "تحت تحت" الميرغنى ماااااا "داير الوحدة"/عبد العزيز سليمان
  • الصراع الخفي بين إدارة السدود والمؤتمر الوطني (4-12) بقلم: محمد العامري
  • قواعد القانون الدولى المتعلق بحصانات رؤساء وقادة الدول/حماد وادى سند الكرتى
  • هل يصبح السيد مو ابراهيم حريرى السودان بقلم: المهندس /مطفى مكى
  • حسن ساتي و سيناريو الموت.. بقلم - ايـليـا أرومـي كـوكـو
  • الجدوي من تعديل حدود اقليم دارفور لصالح الشمالية/محمد ادم فاشر
  • صلاح قوش , اختراقات سياسية ودبلوماسية !!؟؟/حـــــــــاج علي
  • أبكيك حسن ساتي وأبكيك/جمال عنقرة
  • نظامنا التعليمي: الإستثمار في العقول أم في رأس المال؟!/مجتبى عرمان
  • صندوق إعادة بناء وتنمية شرق السودان .. إنعدام للشفافية وغياب للمحاسبة /محمد عبد الله سيد أحمد
  • )3 مفكرة القاهرة (/مصطفى عبد العزيز البطل
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان: الصادق حمدين
  • جامعة الخرطوم على موعد مع التاريخ/سليمان الأمين
  • ما المطلوب لإنجاح المبادرة القطرية !؟/ آدم خاطر
  • الجزء الخامس: لرواية للماضي ضحايا/ الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • مبارك حسين والصادق الصديق الحلقة الأولى (1-3) /ثروت قاسم
  • ماذا كسبت دارفور من هذه الحرب اللعينة !!/آدم الهلباوى
  • الأجيال في السودان تصالح و وئام أم صراع و صدام؟؟؟ 1/2/الفاضل إحيمر/ أوتاوا
  • النمـرة غـلط !!/عبدالله علقم
  • العودة وحقها ومنظمة التحرير الفلسطينية بقلم نقولا ناصر*
  • المختصر الى الزواج المرتقب بين حركتى العدل والمساواة والحركة الشعبية لتحرير السودان /ادم على/هولندا
  • سوداني او امريكي؟ (1): واشنطن: محمد علي صالح
  • بحث في ظاهـرة الوقوقـة!/فيصل على سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر
  • سقوط المارد إلى الهاوية : الأزمة مستمرة : عزيز العرباوي-كاتب مغربي
  • قمة العشرين وترعة أبو عشرين ومقابر أخرى وسُخرية معاذ..!!/حـــــــــــاج علي
  • لهفي على جنوب السودان..!! مكي المغربي
  • تعليق على مقالات الدكتور امين حامد زين العابدين عن مشكلة ابيي/جبريل حسن احمد
  • طلاب دارفور... /خالد تارس
  • سوق المقل أ شهر أسواق الشايقية بقلم : محمدعثمان محمد.
  • الجزء الخامس لرواية: للماضي ضحايا الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان أموم/ الصادق حمدين
  • رحم الله أمناء الأمة/محجوب التجاني
  • قصة قصيرة " قتل في الضاحية الغربية" بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • وما أدراك ما الهرمجدون ؟! !/توفيق عبدا لرحيم منصور
  • الرائحة الكريهة للإستراتيجي بائتة وليست جديدة !!! /الأمين أوهاج – بورتسودان
  • المتسللون عبر الحدود والقادمون من الكهوف وتجار القوت ماشأنهم بطوكر /الامين أوهاج